الثآليل التناسلية في الفم والحلق.. خطرها وكيفيه علاجها
قد تكون حقيقة صادمة للبعض، لكن في الدول العربية نصف إصابات الفم والحلق بالأورام سببها الرئيسي هو فيروس الورم الحليمي البشري المسبب لظهور الثآليل التناسلية، لذلك وجب أن نفرد للأمر مقالًا خاصًا ومتكاملًا. أولًا: تعريف ثآليل الفم: ثآليل الفم التناسلية هي نمو حميد (غير سرطاني)، يبدأ من الخلايا الحرشفية وهي خلايا رقيقة ومسطحة، كالتي توجد في أغشية الفم والحلق والأحبال الصوتية، سبب هذا الورم هو نتيجة الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، الذي ومع طول المدة وتكرر التهابه يتحول إلى خلايا سرطانية قد تنتشر إلى الرقبة، والصدر، أو الأمعاء. ثانيًا: أنوع ثآليل الفم: من ضمن أكثر من 100 نوع من فيروس الورم الحليمي البشري، فأورام الفم يتسبب فيه نوع 6، 7، 11، 16، 32، على أن أخطرها هو 11 و 6 حيث يمكن أن تحدث حالة نادرة تسمى "ورم حليمي تنفسي معاود" ( Recurrent Respiratory Papillomatosis) ، وفيه تتشكل الثآليل في الحنجرة، أو أجزاء أخرى من القصبة الهوائية، مما قد يتسبب في الاختناق إذا تكاثرت وسببت انسداد في مجرى التنفس، وتسبب بحة في الصوت إذا تكونت الثآليل على الأحبال الصوتية، لذلك إذا كان الشخص مصاب بالثآليل التناسلية، وأصيب ببحة في الصوت لأكثر من أسبوع، فعليه مراجعة الطبيب لأجل إجراء منظار وفحص داخل الحنجرة. ثالثًا: حقائق حول ثآليل الفم: 1- الأورام الحليمية في الفم تظهر في أي عمر، ولكن أغلب الحالات سجلت في سن 30-50 سنة، ويمكن أن تنتقل من الأم المصابة للرضيع، مما قد يؤدي إلى رفضه للحليب أو إصابته بالاختناق، ووضحت الأبحاث أن 7-8% من الأورام التي تظهر على الأطفال، هي أورام حليمية المنشأ، وتظهر عن الرجال والنساء بصورة متساوية. 2- أكثر المناطق المعرضة لظهور الثاليل في الفم، هي على اللسان وتحته، وعلى الشفاه وحولها، وكما أسلفنا يمكن أن تظهر في الحنجرة، وعلى الأحبال الصوتية، وداخل القصبة الهوائية. 3- تظهر الثآليل التناسلية، أو البثور، أو الورم بسطح ناعم، غير مؤلم في العادة، وفي بعض الحالات بعنق (Pedunculated)، أي أنه متصل بالسطح بواسطة ساق صغيرة، وقد يظن المصاب في البداية أنها زوائد لحمية، وقد يكون يكون الورم على شكل كروي وبارز من السطح مع وجود نتوءات تجعل الورم يشبه زهرة القرنبيط، أو على شكل نتوءات بارزة وقد تكون عريضة. 4- لون الثآليل قد يكون أبيض، أو أحمر، أو بلون الغشاء المخاطي الفموي، وما يحدد لون الورم هو كمية الكيراتين الموجودة على سطح الجلد المخاطي. 5- في العادة، يظهر ورم واحد وينمو بسرعة حتى يصل إلى الحجم الأقصى له وهو 0.5 سـم، قد يصل إلى حجم 3 سـم في بعض الحالات حيث من الممكن أن يسد مجرى الهواء ويصيب المريض بالاختناق. رابعًا: طرق التشخيص والعلاج: التشخيص دائمًا يكون بأخذ خزعة من الثآليل، وفحصها مخبريًا للتأكد من أنها ثآليل تناسلية، وليست ورم آخر أصاب المريض، ولمعرفة نوع الفيروس المسبب للثآليل، وفي الغالب، يكون العلاج لدى الأطباء جراحي، وذلك بإزالة الثآليل، إما بالليزر، أو بالكي الكهربائي، لكن في الحالات الذي يكون فيها المسبب نوع 11 من الفيروس، فإن الورم سيكون ذو سلوك عنيف جدًا، ومتسارع، ففي حالات الورم الحليمي التنفسي كمثال، فإن العلاج سيكون الاستئصال الجراحي باستمرار حتى لا يسد الورم القناة التنفسية وبالتالي منع اختناق المريض، في بعض الحالات قد يتحول الورم الحليمي التنفسي الى سرطان الخلايا الحرشفية خصوصًا عند المدخنين، أو المرضى الذين قد تعرضوا إلى علاج بالإشعاع في الحنجرة، أو المصابين بضعف في جهاز المناعة، مثل المصابين بالسكري، أو القولون العصبي. العلاج بالأعشاب والطب البديل للثآليل الفموية، لا يختلف كثيرًا عن علاج الثآليل التناسلية، ولكن يُعطى بجرعات أعلى ويكون مركزًا أكثر.