طريقة انتقال عدوى فيروس الورم الحليمي البشري المسبب للثآليل التناسلية

طريقة انتقال عدوى فيروس الورم الحليمي البشري المسبب للثآليل التناسلية

يُطرح سؤال كيفية انتقال عدوى فيروس الورم الحليمي البشري المسبب للثآليل التناسلية بكثرة، لذا، وللإجابة عليه نقول أن انتقال الفيروس يكون عبر جلد مصاب إلى جلد سليم، من خلال الاحتكاك المباشر أو غير المباشر.

 

أما المباشر فيكون هناك بعض العوامل أهمها تهيج جلد الطرفين، وتمدد الجلد من خلال تدفق الدم إلى سطح الجلد، وهذا ما يحدث أثناء العلاقة الجنسية بالتقاء شخص مصاب وآخر سليم فينتقل الفيروس بنسبه 99,99%، والانتقال يكون إما أمامي، أو خلفي، أو فموي، وقد يتم الأمر أيضًا من خلال المساج، أو الولادة الطبيعية حيث تنتقل الإصابة من الأم المصابة إلى الطفل. أما في الانتقال غير المباشر، فهذا يحتاج إلى سطح ملوث يلامس جلد متهيج وهذا ما يحدث أثناء إزالة الشعر برأس جهاز ليزر ملوث، أو ملابس داخلية، ومناشف ومناديل الفنادق غير المغسولة، أو شفرات الحلاقة الملوثة، أو الحمامات الملوثة بشدة، وتكون احتمالية الإصابات غير المباشرة نسبتها قليلة جدًا جدًا مقارنة بالاتصال المباشر، فإذا تهيّج الجلد المصاب، حتى لو لم يكون هنالك ثآليل ظاهرة، يعمل على سقوط وانتقال الفيروس، أو أجزاء حية منه إلى الجلد السليم، هذا الفيروس يدخل الجلد ويستهدف طبقه الخلايا التي تعمل على تجديد الخلايا الخارجية كي يبقى الجلد بصحة وعافية. 

 

وفي الحديث عن الخلايا يجب أن نعرف أن الخلية تحتاج تقريبًا 45 يومًا حتى تنتقل من هذه الطبقة التي تجدد الخلايا إلى سطح الجلد وهناك تتغير وتموت، وهكذا يتجدد الجلد بصورة مستمرة ومنظمة. وبعد إنتقال الفيروس لطبقة الجلد التي تعمل على تجديد خلايا البشرة، يقوم بحقن نفسه داخل الخلية ويتحد مع الـ DNA الخاص بها ويعمل على تسريع نمو الخلايا بطريقة غير منظمة لذلك تظهر الثآليل، وهي خلايا جلدية تحمل الفيروس داخلها، على سطح الجلد بأشكال مختلفة مثل: القرنبيطي، والمسطح، وغيرها. تكون عملية انتقال الفيروس على الجلد المصاب نفسه أيضًا بالاحتكاك، وليس من خلال الدم.

 

وللتنبيه، تعتبر أي إثارة للثآليل الخارجية مثل: وضع خل التفاح، أو الإزالة بالكي، أو حكها، أو جرحها أثناء الحلاقة محفزًا لانتشار الفيروس عبر دخوله مرة أخرى للجسم عبر الجلد، هذا ما يفسر عودة الإصابة بعد إزالة الثآليل الظاهرة، ويفسر كذلك لماذا تصاب الزوجة أو الزوج بالثآليل بعد أن يزيل زوجها أو هي الثآليل بسنوات عديدة قبل الزواج. وتمتد فترة حضانة الفيروس من وقت الإصابة، حتى وقت ظهور الثآليل على سطح الجلد، وتأخذ بين أسابيع إلى سنوات، ولكن يكون المصاب معدي لغيره، حتى لو لم تكن هناك ثآليل ظاهرة على الجلد الخارجي. وهناك حالات شديدة تظهر فيها الثآليل خلال أيام من الإصابة، ويكون ذلك بحسب قوة جهاز المناعة في الجسم، أو قوة الإصابة وكبرها.

 

تؤدي عملية إزالة الثآليل التناسلية بطرق التبريد، أو الليزر، أو الجراحة، أو الكريمات الخارجية المختلفة إلى زوال الثآليل الخارجية ولكن يبقى الفيروس الذي في الخلايا تحت الجلد موجود، ويعمل مستقبلًا على وجود عدوى ذاتية أو نقله لشخص آخر. يجب الإشارة إلى أن الفيروس يتصرف بالطريقة نفسها مع سطح الجلد بعد إزالة الثآليل، أي أنه موجود في الخلايا المجددة للجلد، لكن لا يعمل على بروزه فوقه، لذلك يظن المصاب أنه تخلص منه للأبد، وفي الحقيقة يكون ناقل للفيروس بطريقة مباشرة دون أن يعرف.

 

وقد يطرح سؤال كذلك بين النساء المصابات وهو كيف يتحول الفيروس الى سرطان في عنق الرحم؟

 

من المعروف الآن أن أغلب إصابات سرطان عنق الرحم تأتي نتيجة لفيروس الورم الحليمي البشري، ويحتاج بالتأكيد إلى سنوات ليحدث هذا التغيير من وقت الإصابة، ويجب توفر عوامل لتحوله، أهمها: ضعف جهاز المناعة لدى السيدة، أو وجود أمراض أخرى مثل السكري والضغط، والتدخين، وشرب الخمر، والإكثار من تناول الحلويات.

 

أول فحص مسحة عنق الرحم (بابسمير) يتبين وجود التهابات وفطريات، وقد يكون هناك تغيرات خلوية بين درجه أولى إلى ثالثة، لذلك أنصح دائمًا السيدات بعمل فحص مسحة عنق الرحم، ومعها فحص الDNA للفيروس، وبذلك نتأكد من أن سبب الاتهابات والتغيرات الخلوية هو الفيروس، إذا لم تتعالج السيدة وتتخلص من الفيروس، يؤدي ذلك على تغيير بنية الخلايا في عنق الرحم، ومع الالتهابات المزمنة تتحول هذه الخلايا إلى خلايا سرطانية، وتبدأ إما بتقرحات شديدة على عنق الرحم، أو تنتقل داخله، ومن ثم تبدأ مشكلة أخرى في علاج السرطان نفسه.