المراحل النفسية المختلفة للإصابة بالثآليل التناسلية

المراحل النفسية المختلفة للإصابة بالثآليل التناسلية

 

تعتبر الإصابة بالثاليل التناسلية صدمة لكل مريض، خاصةً للسيدات ممن تزوجن شخصًا مصابًا بهذا المرض وانتقل إليهن عن طريقه، في الحقيقة هناك الكثير من المشاعر المتضاربة التي قد تخطر في بالهن وقد تصل إلى حدّ الكراهية وطلب الطلاق والانفصال، ومن جهة أخرى الخوف الذي يعتبر بمثابة ضغط يسيطر عليهن حيث أنها ستعلم بطريقة أو أخرى أن الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري تؤدي إلى إصابتهن بالسرطان إذا هي اهملن علاجه، وخوفهن كذلك من نقل العدوى لأطفالهن يعتبر هاجسًا آخرًا في حياتهن، فتقمن بتفقدهم يوميًا، ومن ثم القلق إذا أصابهم أي بثور على جلدهم.

 

نجمل المراحل النفسية التي يمر بها المصاب بالثآليل التناسلية ضمن المراحل التالية، مع التأكيد أنه قد يكون هناك تخطي سريع لبعض المراحل، وقد يبقى المريض لفترات طويلة تمتد إلى سنوات في نفس المرحلة.

 

في البداية، ينكر المصاب أي أنه لا يتقبل التشخيص ولا يصدقه، ويقوم بإهمال ظهور الثآليل وكأنها غير موجودة، وقد شاهدت حالات من الإنكار استمرت سنوات قبل أن تتفاقم الحالة، وينتقل سريعًا إلى المراحل النفسية الأخرى.

 

ثم يشعر المصاب بالغضب ومشاعر الضيق تجاه الوضع المحيط به، وممن تسبب له بالعدوى، ويتوسع هذا الغضب للأشخاص المحيطين به سواءً كان الزوج أو الزوجة أو حتى الفريق الفريق الطبي، ويتمثل خطر هذا الشعور في تحوله إلى فعل عدائي وانتقام من المجتمع وذلك بنشر الفيروس عن طريق إقامة علاقات جنسية متعددة، أو حتى الانفصال عن شريكه.

 

ثم يبدأ المصاب بالجدال في محاولة منه لتخفيف المعاناة والغضب، بالبحث عن إجابة منطقية لتساؤلات كثيرة تدور حول الثآليل التناسلية، وطبيعتها، وتأثيراتها، وجمع المعلومات عنها، ومن ثم الجدل في النواحي الطبية وحجتهم في ذلك هو الاقتناع بجدوى معالجة المرض غير المؤلم، وإزالة الثآليل بطرق يرونها هم

مناسبة لحالتهم.

 

بالتسوق الطبي يحاول المريض المصاب اللجوء إلى مصادر طبيه أخرى، ومصادر الانترنت، والمنتديات، وتجارب الآخرين، والوصفات الطبيعية، وأي شيء يمكن أن يشفي حالة الثآليل التي يعاني منها، وليته يجد الشفاء! وغالبا ما نجدهم يبحثون عن السفر للخارج سعيًا للبحث عن الخلاص أو حتى عمل وصفات غير منطقية للتخلص من الثآليل التناسلية.

 

وبعد فشل علاج الثآليل التناسلية بمختلف أنواع العلاجات التي قام وجدها وجربها، يدخل المصاب بدوامة من الإحباط والتشاؤم، هنا تحتدم ثورة داخلية وانعدام الرغبة في العلاج أو التكيف، يعتبر هذا الموقف الأقرب إلى الاكتئاب، ويكون غالبًا في بداية المرض، وأعتقد أن هذا الموقف هو الأغلب الذي أراه من المرضى حيث يكون قد استنزف معنويًا وماديًا وهو يبحث عن علاج فعّال للثآليل التناسلية.

 

وأخيرًا، التقبل وتكيّف المريض مع الوضع الراهن لوجود الثآليل التناسلية، وإيمانه بالقضاء والقدر، والاعتماد على الجانب الديني الذي يعتبر الأساس في حياتنا ولا نستطيع إغفاله، يساعد المريض على تقبل وجود الثآليل، و يزيد من دافعيته وحرصه واتباع الخطة العلاجية المطروحة.

 

وقد تتداخل هذه المراحل بين بعضها البعض، وكما ذكرنا سابقًا قد يتخطاها مريض الثآليل التناسلية في ساعات، أيام، أو أسابيع أو حتى أشهر وسنوات.

 

هذه كانت أغلب المراحل النفسية التي يمر بها من أصيب بالثآليل التناسلية، سواءً كان عن طريق الطرف الآخر من العلاقة الزوجية أو التقاط العدوى نتيجة ممارسات جنسية غير محسوبة العواقب.