زوجي نقل لي عدوى الثآليل التناسلية.. قصتي من الإصابة وحتى الشفاء

زوجي نقل لي عدوى الثآليل التناسلية.. قصتي من الإصابة وحتى الشفاء

سيدة مصابة بالثآليل التناسلية تروي القصة التالية: "عمري الآن 34 عامًا، متزوجة، ومستقلة ماديًا، إصابتي كانت عن طريق زوجي الذي أصيب بفيروس الورم الحليمي البشري قبل 10 سنوات من زواجنا، وتخلص من الثآليل الظاهرية عن طريق الكي، ولم تظهر عنده الثآليل بعدها.

 

ظهور إصابتي كانت بعد زواجنا بعامين، بعد ولادة طفلي الأول، ظهرت عندي بثور صغيرة في البداية لكنها أخذت تنتشر بسرعة كبيرة، فمن 3 ثآليل صغيرة إلى 40 واحدة بمختلف الأحجام خلال شهر، وحال معرفتي بالإصابة كانت صدمة قوية لزوجي قبل أن تكون لي، حيث بقي يشعر بعقدة الذنب إلى يومنا هذا، ورغم ما بذله ويبذله من مشاعر نحوي إلا أن في قلبي ما زال هنالك شعور بظلمه لي بسبب هذا المرض العنيد.

 

أول زيارة كانت للطبيبة قبل 7 أعوام، كنت خجولة جدًا من إخبارها، وحين عاينتها أخبرتني بالصدمة أنها ثآليل تناسلية، ومن المعلومات التي أخبرتني منها ما يلي:

 

- سبب الإصابة جنسي، والأغلب أن تكون منقولة من زوجك.

 

- لا شفاء من الحالة نهائيًا.

 

- خطرها كبير في تحلوها إلى سرطان لذلك علينا بالفحص الداخلي.

 

- عليك بعدم الحمل مرة أخرى.

 

- العلاج طويل جدًا، مؤلم ومكلف.

 

أصبحت موسوسة نظافة لا أستخدم إلا حمامات بيتي، وأغسل ملابسي ومن ثم أكويها، وأستخدم الكفوف وأنا ألمس طفلي، أتفقده في اليوم 100 مرة، الخوف من أنقل العدوى لزوجي!؟ وهو سببها ابعدني عنه جنسيًا، أما دوامة العلاج فكانت كالتالي:

 

- مراهم لمدة 6 شهور لم تعطي نتائج تذكر، وزادت المشكلة أنها سبب تهيج الثآليل، وأصبت بداء الهرش حتى تنزف الثآليل.

 

- إزالة الثآليل عن طريق الكي البارد والليزر، وهذه الطريقة أعطت نتائج ممتازة لـ 4 شهور فقط لا غير، وعادت الثآليل التناسلية لتظهر أقوى من السابق، وهذه المرة أصبحت متصلة مع بعضها، وتشكل كتلًا أسوأ من البثور.

 

كل محاولاتي للعلاج في بلدي باءت بالفشل، حينها أخبرت زوجي بنيتي التعالج في الخارج، ووافق بدون نقاش، والنتيجة هي ذات العلاجات في بلدي، وبالتالي لم أستفد بشيء.

 

عبر الانترنت، تعرفت على منتديات وتجارب لأخريات أصبن بالثآليل التناسلية، صغار وكبار، ويضعن خلاصة تجاربهن، وكيف تخلصن من هذه الثآليل، في وقتها بحثت عن أي شيء جديد، استخدمت الوصفات الخارجية، بعضها منطقي والكثير منها بلا فوائد، واتبعت جميع التعليمات التي كانت تنشر، وكنت أساعد نفسي معنويًا ونفسيًا، وفعلًا وجدت نتائج طيبة عليها، وزالت الثآليل بشكل كامل، بل ونسيتها حتى حملي الثاني.

 

بعد ولادتي الثانية بأربعة أشهر، لاحظت وجود ثآليل تناسلية صغيرة من الأمام، فعادتني الذكريات السيئة مرة أخرى، وعدت مرة أخرى للطرق القديمة، وطبقتها بحذافيرها كما في المرة السابقة، وزدت عليها زيوت تخلط وأعشاب تحرق، لكن بلا نتائج، وكان هذا الفيروس اللعين قد أخذ مناعة علاجية وأصبح لا يؤثر فيه شيء.

 

أخذت مرة أخرى في البحث عبر الإنترنت لأجد نفس الكلام والوصفات يتم تداولها منذ سنوات، حتى وقعت على مقاله للدكتور محسن النادي تتحدث عن الثآليل بطريقة مختلفه تمامًا حيث يتحدث عن استهداف الفيروس المسبب للثآليل التناسلية من داخل الجسم برفع قوة المناعة، وقتل الفيروس النشط، والتخلص منه، ويذكر بالتفصيل خطة العلاج وأنها يجب أن تكون للزوجين حتى ولو لم تظهر على الزوج الثآليل التناسلية، وجدت أن الكلام كان منطقي من ناحيتين:

 

الأولى: أن البثور في الثآليل التناسلية هي بسبب الفيروس، فإذا تخلصت منه فسوف تختفي الثآليل، ولا حاجة لإزالتها، لأنها ستسقط لوحدها، وبذلك أوفر الألم والندب التي كانت تظهر بعد كل إصابة.

 

والثانية: أن الزوج يجب أن يعالج معي حيث أنه مصدر العدوى، وللعلم لم تظهر عند زوجي أي بثور للثآليل التناسلية منذ أن أزالها أول مرة، لكن بقي الفيروس في جسمه ونقلة لي أنا.

 

بدايةً كنت متخوفة من الأمر فهو في فلسطين وأنا في بلدي، وكان يدور في عقلي ألف سؤال عن ماهية العلاج، وهل هو مرخص، والأهم أن يكون آمن ولا ضرر منه، وكيف أثق بشخص لم أشاهده في حياتي، وكيف سيتم إرسال المبلغ واستلام العلاج.. جميعها أسئلة مشروعة ولي الحق في سؤالها.

 

بعد أن اخبرت زوجي، راسلته وجاء الرد منه بأسئلة عن وقت وزمان الإصابة ومعلومات عامة عني وعن صحتي، لكن سؤال واحد وقفت عنده وهو ما إذا كنت مصابة بأي إضطراب في الهضم مثل: الإمساك، أو الإسهال، أوالقولون العصبي، نعم أنا أتذكر جيدًا في كل مرة تنتشر فيها الثآليل اصاب بالقولون العصبي، وحينها أصبح في حيرة بين إزالة البثور أم علاج الألم في بطني، أما زوجي فهو يعاني من القولون العصبي منذ أن قام بإزالة الثآليل أول مرة.

 

تحدثت معه عبر الهاتف مطولًا وسألته كل ما كان يخطر في بالي وأجاب بكل شفايفة عن الأسئلة، وأخبرني الحقيقة المجردة، وليس ما أود سماعه منه، بل وقال أن الثآليل عند زوجي نشطة، لكنها ليست خارجية، بل داخلية، وما يعاني منه من القولون العصبي هو بسبب تلك الثآليل، وكل ما يأخذ من علاجات بلا فائدة.

 

في نهاية المحادثة اتفقت معه وأرسل العلاج، كان عبارة عن ثلاث علب صغيرة واحدة لي، والأخرى لزوجي، وواحدة مشتركة، تعليمات استخدام العلاج بسيطة جدًا، فهو مرة يوميًا لكن الأصعب لي كان ترك الخبز الأبيض، وعند زوجي ترك القهوة وأجبرته أنا على ترك التدخين، وحتى طريقة الجماع كانت مفصلة في التعليمات.

 

مرّ الشهر الأول ولاحظت تغيرًا في لون الثآليل لدي من الزهري إلى البني ثم الأسود ثم أخذت تنكمش، أما عند زوجي فكانت النتائج تتمثل في اختفاء القولون العصبي وظهور الثآليل الخارجية، ولم تكن صدمة لنا لأن الدكتور محسن أخبرنا بالأمر، لشفاء حالة زوجي يجب خروج الفيروس للخارج ومن ثم زواله، ومع نهاية الشهر الثالث كان كل شيء طبيعي معي ومع زوجي، لا ثآليل عندي ولا قولون عصبي عنده، والآن أتممنا 4 سنوات من بداية الشفاء، ولم تظهر أي ثآليل جديدة.

 

ما أود قوله في النهاية لجميع من أصيب بالثآليل التناسلية، هناك علاج.

 

أما الآن سنويًا أقوم بفحص عنق الرحم وقديمًا كنت بالقيام به مرتين سنويًا، ولكي أطمئن أقوم بالفحوصات الخاصة بفيروس الورم الحليمي البشري لي ولزوجي ومن قبل قمت به لأطفالي الذي تبين أن نتيجتهم سلبية بلا إصابة." 

 

هذه قصتي أكتبها بناءً على طلب من د. محسن لكي ينشرها، وهي موجهة لكل من أصيب بهذه البثور البشعة، وشعر بالهوان من كل زيارة لطبيب أو طبيبة، وأيضًا لكل من قيل لهم أنه بلا علاج.